الأنشطة الصيفية بمدارس وادي حضرموت

كان محكُّنا الأساسي عند استلامِنا لمهام الإدارة العامة هو تفعيل الأنشطة المدرسية داخل المدارس لاقتناعنا بأهميتها في تركيب شخصية الطالب وتنمية مقدراتِه الذهنية والسلوكية ، وتخليقِه على الاندماج في مجتمعِه والرضوخ للأسس العقائدية والأخلاقية له ، وإذكاء جوانب الانتماء الوطني والقومي لديه .. بما يسهِّل انخراط هذه الشريحة في القوام العام للمجتمع والوطن ككل ويمنع عنها الانصياع نحو الانعزالية والخروج الحاد عن الإجماع ..
من هذا المنطلق فقد شهدت مدراسُنا خلال العام المنصرم 2003- 2004م حراكاً مشهوداً باتجاه تفعيل النشاط المدرسي تُوِّج باحتفالات اليوم المدرسي داخل كل مدرسة ، حيث أقيمت المعارض الفنية والحفلات الموسيقية والمباريات الرياضية في مختلف الألعاب ، كما نظِّمت المحاضرات التوعوية في عددٍ من الجوانب الفكرية الهادفة .. وقد حرصنا في هذا على مشاركة أغلب هذه المدارس احتفالاتها وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها للمضي في تفعيل أنشطة مدارسها وبلورة مواهب طلابها.
كما كان لمكتبِنا شرفُ تنظيم ( مهرجان الألعاب التراثية ) في 18 مايو 2004م  كتأطيرٍ عامٍ للنشاط المدرسي خلال العام الدراسي المنصرم ، وهو نشاطٌ نوعي ، حرصنا على أن يأتي محققاً للحفز المطلوب للمجتمع أولاً ولكافة الأطر التربوية المسئولة ثانياً ، وأخيراً للطلبةِ أنفسِهم في مجال الاهتمام بالنشاط المدرسي والإلتفات إليه كأحد المكونات الرئيسية للعملية التربوية والتعليمية الجارية في المدارس ..  وقد استطاع المهرجان تحقيق البغية التي أقيم من أجلها من خلال تحقيق الالتفاف الشعبي الواسع حول ضرورة الاهتمام بتنظيم الفعاليات المدرسية التي تساهم على إدماج الطلبة في واقعهم ومجتمعهم .. ناهيك عمّا أثاره في اتجاه تحريك الشارع العام نحو الاهتمام بموضوع المهرجان ( التراث ) كقيمة حضارية ودعامة تربوية فعّالة في تقويم النفس وتربيتها على القيَم الأصيلة للمجتمع ..
كما يجري مكتبنا حالياً التحضيرات لإقامة ( مخيَّمَين صيفيَّين ) أحدهما
( رياضي ) مخصصٍ  لإيجاد قاعدة طلابية لتكوين المنتخبات المدرسية في ألعاب
( كرة القدم + كرة الطائرة + ألعاب القوى ) ، وكذا العمل على نشر ألعابٍ أخرى لتكون قيد الممارسة داخل المدارس مثل ( الجمباز + تنس الطاولة + الريشة +
السباحة ) قدر ما تسمح الإمكانياتُ بذلك .. والمخيَّم الآخر معنيٌ بتشكيل فرقٍ فنية للموسيقى والإنشاد والمسرح .. كما نسعى لتأهيل أحدِ المسارح الموجودة بمدارس
( مدينة سيئون ) ليكون مهيئاً لاستضافة الاحتفالات التربوية ..
والخلاصة .. أننا نعتبر الأنشطة المدرسية وتفعيلها هو التحدي الأساسي لإكمال الصورة المشرقة التي تعكسها كافة الاستحداثات الجارية على وجه الواقع التربوي.